Month: يناير 2023

الخُروجُ مِنْ جُبِّ الأُسودُ

عِنْدَمَا أَصْبَحَ طَاهِرٌ وَزَوْجَتُهُ دُنيا مُؤْمِنينَ بِيَسوعٍ عَرَفَا أَنَّهما خَاطَرا بِالتَّعَرُّضِ لِلاضِّطِهادَ فِي وَطَنِهما. بِالتَّأكِيدِ تَعَرَّضَ طَاهِرٌ فِي أَحَّدِ الأَيَّامِ لِتَعْصِيبِ عَينيهِ وَتَكْبيلِ يَدَيهِ وَسَجْنِهِ، وَوجِّهَتْ إِلَيهِ تُهْمَةُ الرِّدَةِ. وَقَبْلَ مُثُولِهِ أَمَامَ المَحْكَمَةِ اتَّفَقَ هُوَ وَدُنيا عَلى أَنَّهُما لَنْ يَخُونَا يَسوعَ (وَلَنْ يُنْكِرَاهُ).

مَا حَدَثٍ فِي المَحْكَمَةِ أَذْهَلَهُ. قَالَ القَاضِي: "أَنَا لَا أَعْلَمُ السَّبَبَ، لَكِنَّي أُريدُ إِخْرَاجَكَ مِنْ فَمِ الحُوتِ…

اللهُ الفَادِي

كَجُزْءٍ تَوْضِيحِيٍّ مِنْ عِظَةٍ، سَرْتُ نَحو لَوحَةٍ جَميلَةٍ رَسَمْتْها فَنَانَةٌ عَلى المِنَصَّةِ وَقُمْتُ بِرَسْمِ خَطٍ دَاكِنٍ فِي مُنْتَصَفِها. شَهِقَ الحَاضِرونَ فِي رُعْبٍ. وَقَفَتْ الفَنَّانَةُ بِبَسَاطَةٍ وَشَاهَدَتْني وَأَنَا أُشَوِّهُ مَا رَسَمَتْهُ. ثُّم اخْتَارَتْ فُرَشَةً جَديدَةً وَقَامَتْ بِتَحْويلِ الَّلوحَةِ المُدَمَّرَةِ إِلى عَمَلٍ فَنِّيٍّ رَائِعٍ.

يُذَكِّرُني عَمَلُها التَّرْمِيمِيُّ بِالعَمَلِ الَّذي يَسْتَطيعُ اللهُ إِجراءُهُ فِي حَيَاتِنا عِنْدَما نُحَدِّثُ فَوضى فِيها. وَبَّخَ النَّبِيُّ إِشْعياء شَعْبَ…

يَسوعُ الحَقِيقِيُّ الصَّحِيحُ

هَدَأَ الضَّجِيجُ فِي الغُرْفَةِ وَسَادَ صَمْتٌ مُريحٌ وَلَخَّصَ رَئِيسُ نَادِي الكُتَّابِ الرِّوَايَةَ الَّتي سَتُنَاقِشُها المَجْمُوعَةُ. اسْتَمَعَتْ صَديقَتي جوان بِإِنْصاتٍ لَكِنَّها لَمْ تَتَعَرَّفَ عَلى الرِّوايَةِ. وَأَخيرًا أَدْرَكَتْ بِأَنَّها كَانَتْ قَدْ قَرَأَتْ كِتَابًا غَيرَ رِوَائِيٍّ يَحْمِلُ عُنْوانًا مُشَابِهًا لِلرِّوَايَةِ الَّتي قَرَأَها الآخرونَ. عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّها اسْتَمْتَعَتْ بِقِرَاءَةِ الكِتَابِ غَيرِ الصِّحيحِ (غَيرِ المَطْلوبِ) إِلَّا أَنَّها لَمْ تَسْتَطِعْ الانْضِمَامَ إِلى أَصْدِقَائِها فِي مُنَاقَشَةِ…

أَكْثَرُ مِنْ مُنْتَصِرين

عِنْدَمَا قَامَ زَوجِي بِتَدْرِيبِ فَريقِ البِيسبول الَّذي فِيه ابْنِنُا، كَافَأَ الَّلاعِبِين بِحَفْلَةِ فِي نِهايَةِ العَامِ وَأَعْلَنَ تَحَسُّنَ أَدَائِهم خِلالَ المُوسِمِ. اقْتَرَبَ مِني دَاسْتِن أَحَّدُ أَصْغَرِ لَاعِبينا خِلالَ المُبَارَاةِ وَقَالَ: "أَلَمْ نَخْسَر مُبَارَاةَ اليَومِ؟"

قُلْتُ لَهُ "نَعَمْ، لَكِنَّنا فَخُورونَ بِكَ لِأَنَّكَ بَذَلْتَ قِصَارى جُهْدِكَ".

قَالَ: "أَعْلَمُ. لَكِنَّنا خَسِرنا. أَلَيسَ كَذَلِكَ؟"

أَومَأْتُ (مُوَافِقَةً)

فَسَأَلَ دَاسْتِن: "إِذَنْ لِمَاذا أَشْعُرُ وَكَأَنَّني فَائِز".

قُلْتُ وَأَنَا…

مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟

كَانَ لُويس رودريجيز فِي سِنِّ السَّادِسَةِ عَشَرَةَ عِنْدَمَا دَخَلَ السُّجْنَ لِقِيامِهِ بِبَيعِ المُخَدِّراتِ. وَالآنَ تَمَّ القَبضُ عَليهِ بِتُهْمَةِ الشُّروعِ فِي القَتْلِ، وَدَخَلَ السِّجْنَ مَرَّةً أُخْرى وَيَنْتَظِرُ عُقُوبَةَ السَّجْنِ مَدَى الحَياةِ. لَكِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلى أَحْوَالِهِ المُخْزِيَةِ (وَتَدَخَّلَ). تَذَكَّرَ لُويس الشَّابُّ وَهُوَ خَلْفَ القُضْبَانِ سِنِينَ عُمُرِهِ الأُولى عِنْدَما كَانَتْ أُمُّهُ تَأْخُذُهُ إِلى الكِنِيسَةِ. وَشَعَرَ بِتَبْكِيتِ اللهِ فِي قَلْبِهِ. وَفِي النِّهَايَةِ اعْتَرَفَ…

مَصْنوعٌ لِلمُغَامَرَةِ

اكْتَشَفْتُ مُؤَخَّرًا اكْتِشَافًا رَائِعًا. اتَّبَعَتُ مَسَارًا تُرَابِيًّا بَينَ مَجْمُوَعَةٍ مِنَ الأَشْجَارِ بِالقُرْبِ مِنْ مَنْزِلي فَوَجَدتُ سَاحَةً مَخْفِيَّةً لِـ الَّلعِبِ مَصْنوعَةً مَنْزِلِيًّا. سُلَّمًا مَصْنوعًا مِنْ العُصِّيِّ يُؤَدِّي إِلى بُرْجِ مُرَاقَبَةٍ وَأَرَاجِيحٍ مَصْنوعَةٍ مِنْ بَكَرَاتِ كَابْلاتٍ قَدِيمَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي الفُروعِ وَجِسرٍ مُتَدَلِّي مُعَلَّقٌ بَينَ الأَغْصَانِ. شَخْصٌ مَا قَامَ بِتَحويلِ بَعْضِ الأَخْشابِ القَدِيمَةِ وَالحِبَالِ إِلى مُغَامَرَةٍ إِبَداعِيَّةٍ!

يَعْتَقِدُ الطَّبيبُ السِّويسرِيُّ بُول تُورِنْييه أَنَّنا…

مَكَانٌ لِبِنَاءِ عِشٍّ

طُيورُ سُنونو الرَّمْلِ هِي طُيورٌ تَنْتَمِي لِفَصِيلَةِ العَصَافِيرِ، وَهِي تَحْفِرُ أَعْشَاشَها فِي ضِفَافِ الأَنْهارِ. وَقَدْ تَسَبَّبَ تَطَويرُ الأَرَاضِي فِي جَنوبِ شَرْقِ إِنْجِلترا إِلى تَقْلِيصِ المَسَاحَةِ الَّتي تَعِيشُ فِيها، وَأَصْبَحَ لَديها أَمَاكِنٌ أَقَلُ وَأَقَلُ لِتُعَشِّشَ فِيها عِنْدَما تَعودُ مِنْ هُجْرَتِها الشَّتَوِيَّةِ كُلَّ عَامٍ. انْطَلَقَ دُعَاةُ حِمَايَةِ البِيئَةِ للعَمَلِ وَقَاموا بِبِنَاءِ ضِفَّةٍ رَمْلِيَّةٍ صِنَاعِيَّةٍ ضَخْمَةٍ لِإيوائِها. قَاموا بِمُسَاعَدَةِ شَرِكَةٍ لِتَشْكِيلِ الرِّمَالِ بِصَبِّ…

رُؤْيَةٌ جَديدَةٌ

دَخَلْتُ إِلى قَاعَةِ الكَنِيسَةِ مُرْتَدِيَةً نَظَّارَتِي الجَّديدَةِ وَعِنْدَما جَلَسْتُ لَمَحْتُ صَدِيقَةً عَلى الجَّانِبِ الآخَرِ مِنَ القَاعَةِ. بَدَتْ قَرِيبَةً وَوَاضِحَةً جِدًّا عِنْدَمَا لَوَّحَتْ لَها. شَعَرْتُ وَكَأَنَّهُ يُمْكِنُني مَدُّ يَدي وَلَمْسُها رُغْمَ أَنَّها كَانَتْ عَلى بُعْدِ عِدَّةِ يَارداتٍ (أَمْتَارٍ) مِنِّي. عِنْدَما تَحَدَّثْنا فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بَعْدَ الخِدْمَةِ، أَدْرِكَتُ بِأَنَّها كَانَتْ تَجْلِسُ عَلى نَفْسِ المَقْعَدِ الَّذي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَيهِ دَائِمًا. لقَد اسْتَطِعْتُ رُؤْيَتُها…

مُهِمَّةُ إِنْقَاذٍ

وَجَدَ مُتَطَوِّعونَ فِي مُنَظَّمَةٍ لِإِنْقَاذِ حَيَوانَاتِ المَزَارِعِ، خَروفًا ضَالًّا فِي أُسْتُرَاليا مُثَقَّلًا بِأَكْثَرِ مِنْ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ رَطْلًا (34 كِجم) مِنْ صُوفِهِ المُتَّسِخِ المُلَبَّدِ. اشْتبهَ رِجَالُ الإِنْقَاذِ فِي أَنَّ الخَروفَ قَدْ فُقِدَ وَنُسِيَ فِي الأَدْغَالِ لِمُدَّةِ خَمْسِ سَنَواتٍ عَلى الأَقَلِّ. قَامَ المُتَطَوِّعونَ بِتَهْدِئَتِهِ خِلالَ عَمَلِيَّةِ جَزِّ صُوفِهِ غَيرِ المُريحَةِ للتَّخَلُّصِ مِنْ حِمْلِهِ الثَّقِيلِ. وَبِمُجَرَّدِ تَحريرِهِ مِنْ ثِقَلِهِ، بَدَأَ بَارَاك (الخَروفُ) بِتَنَاوُلِ…

بِدَايَةٌ صَغِيرَةٌ

اعتُبِرَ جِسْرُ بروكِلين "أعْجُوبَةَ العَالَمِ الثَّامِنَةِ" عِنْدَ اكْتِمَالِ بِنَائِهِ عَامَ 1883. كَانَ مِنَ الضَّرورِيِّ وُجودُ سِلْكٍ وَاحِدٍ رَفيعٍ مَمدُودٍ بَينَ بُرْجَيِّ الجِّسْرِ لِيَنْجَحَ بِنَاؤهُ. وَتَمَّتْ إِضَافَةُ أَسْلاكٍ أُخْرى لَهُ حَتَّى تَكَوَّنَتْ أَرْبَعُ كَابْلاتٍ ضَخْمَةٍ وَشَبَكَةٌ مُكَوَّنَةٌ مِنْ خَمْسَةِ آلافِ سِلْكٍ مُجَلْفَنٍ لِدَعْمِ أَطْوَلِ جِسْرٍ مُعَلَّقٍ فِي أَيَّامِهِ. مَا بَدَأ كَشَيءٍ صَغِيرٍ تَحَوَّلَ إِلى جُزْءٍ كَبيرٍ مِنْ جِسْرِ بُروكلين.

بَدَأَتْ حَياةُ…